الأحد، 20 أبريل 2008

كاميرا ومجاميع وحشيش


دخلت كاميرا فيديو محمولة بواسطة شاب في العشرين من عمره و دارت عدستها أرجاء الشارع تطوف علي
مجاميع من الناس كل مجموعه منهم ملتفة حول منضده صغيره و شخص أو اثنان ( لاحظ أنني قلت شخص و لم اقل شاب ) من كل مجموعة من هذه المجاميع يقوم بدور واحد بإتقان و تركيز شديد و سهوله هذا الدور عبارة عن لف سجاير حشيش و مناولتها لمن يجلسون بجواره فيشعلها لتلف علي الموجودين ..... يقوم بهذا ببساطه شديدة و كأن لف السيجارة شيء سهل جدا و انأ الذي أري أن لف السيجارة هذا عمل بطولي يحتاج إلي أصابع ماهرة غير متوافرة للكثير منا .تري طرق مختلفة تشعر معها بالابتكار في مجملها و لن تستطيع إخفاء إعجابك و لو بقدر ضئيل بهذه القدرة علي اختراع طرق مختلفة لإنجاز نفس الهدف ألا و هو لف سيجاره و تستعجب من قدرة هذا الشخص علي القيام بمثل هذا الأداء المتقن..كل هذا و الكاميرا تدور لتتابع هذه الإنجازات مع التأكيد علي إظهار المواد الخام و الدقة في نقل الصورة للمشاهد فيما بعد.......حاولت أن أتخيل التعبيرات المختلفة للمشاهدين فمنهم مثلا شاب في مقتبل العمر يعلم كل شيء عن ما يجري و لكنة سوف يحاول إخفاء هذا أمام والده...و هذه سيده سوف تشيح بوجهها جهة اليسار مع قدر قليل من مصمصة الشفا يف و عبارة علي غرار( جيل ما يعلم بيه إلا ربنا ) متغاضية بذلك عن اختلاف أعمار الموجودين .......و الكاميرا تطوف لتتابع الانفعالات المختلفة المرسومة علي ملامح كل الشخوص الموجودة في هذا المشهد المهيب .... شاب يجلس بجوار رجل كبير و الشاب يضحك بشكل هستيري و الرجل ينظر له بوقار تشعر معه انه وقار حقيقي و شبح ابتسامة خفيفة مرسوم علي وجهه مع هزه خفيفة للرأس .
فجأة انتبهت أن هذا المشهد بدون حوار فا الدي جي ينطلق معلنا عن نفسه بكل ما أوتي من قوة في محاوله منه لإثبات ذاته في وسط الشارع فيجبر الناس أن تتعامل مع بعضها بشكل تلقائي حيث يفهم كل واحد الأخر بسلاسة و بدون المعاناة في محاولة رفع الأصوات......كل من يجلس تلاحظ عليهم تطورات سريعة و مفاجئه و تصرفات متغيره بشكل عجيب تشعر معها انك لو رأيت الشخص مرتين مره في أول الشريط و مره في أخر الشريط سوف تجده شخصان مختلفان تماما ... أما الكاميرا فتسجل كل ما يدور بدقه و بدون أن تتأثر بالدخان الأزرق المحيط بها و تؤدي عملها بكل كفاءة في محاولة منها لإثبات ذاتها هيا الاخري.



ضربة شمس العدد الأسطوري ( جريدة الدستور ) 26/3/2008

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

جامدة جدا يا شادى
تصوير هايل للموقف بجد رائع
نجلاء

شادي أصلان يقول...

ربنا يخليكي يا نجلاء انا بحمد ربنا انك بتكوني موجودة في ضهري يا نجلاء او نجلولا علي راي العزيز وليد فاروق

أسماء علي يقول...

الكاميرا و زاوية الرؤية عندك هي اللي مبهرة ..
كاميرا محايدة مع تدخل بسيط منك برأي السيدة .. هي على الرغم من اختلاف من يجلسون إلا أنها رأت أن العيب في الجيل الجديد ...
العنوان ياشادي كان ممكن تشيل منه كلمة حشيش وتسيب النص للمتلقي انه يكتشف ده مع الكاميرا دون تدخل مبدئي منك ..
غير كده النص رائع جدا ..
ومتمكن ..

شادي أصلان يقول...

للمرة التانية اخلتم تواضعنا يا صديقة الكفاح المشترك .
لا تتخيلي مدي سعادتي مع كل كلمة بتقوليها تعليقا علي كلامي .
اما بالنسبة للعنوان فأنا كنت مسميها مشهد ليلي ... بس نظرا لانها تم نشرها في جريدة الدستور يوم ما كانت ضربة شمس العظيمة مسيطرة عليه ..فكان هذا العنوان مناسب اكثر .. شكرا مرة اخري

غير معرف يقول...

دايما فى الدنيا حتلاقى اختلاف الرأى وكل واحد حيشوف اى موقف زى ما هو عاوز يشوفوه مش زى ما هو مفروض يشوفوه
ولو فكرت فى التصوير حتكون هايل وبرضه من غير منافس
ضحى

شادي أصلان يقول...

ربنا يخليكي ياضحي بجد ذوقك بيخجلني مش عارف اقول ايه

dodda يقول...

مساء الخييييييير

من الجميل ان تستطيع نقل الصوره المرئيه بكل التفاصيل
كح كح
كح..حتى الدخان الازرق :o)

شادي أصلان يقول...

dodda
أسف إني سببتلك الكحة دي
بس معلش هيا ضريبة الدماغ