الأحد، 12 أبريل 2009


كنت قد عدت لتوي من إحدي رحلات التحليق التي احاول فيها التوحد مع ذاتي عندما وجدته يجلس علي حافة نافذتي وينظر لي ويبتسم إبتسامة غامضة ، ارتبكت للحظة عند رؤيته وشعرت ان به شيء مختلف عن المرة السابقة التي رايته فيها وعندما دققت النظر وجدت إحدي جناحيه متدلي بجواره وكأنه مكسور ..

تعجبت عندما وجدته يضحك وهو يراني انظر إلي جناحة بفزع ، كيف يري جناحة مكسور هكذا ويكون سعيداً ؟

شاور لي فااقتربت منه وسألته عما حدث فصمت قليلاً ثم اجابني وهو يحاول أن يتحاشي النظر في عيني .. لقد اخبرتك من قبل ان جناحي يتوقف بين الحين والاخر عن العمل وعندها يتدلي بمثل هذا الشكل .

شعرت بنوع من عدم الثقة في صوته وعندما حاولت أن استشف ماذا يخفي اخبرني ان أحد الأسباب التي تجعله يكف عن الطيران والتحليق هو عدم وجود مكان قادر علي استيعابه وانني اذا اردت ان اساعده فعلي أن اخلق له بعض المجالات التي تمكنه من استعادة اجنحته .

لم استطع ان اخفي جهلي بما يحكي عنه وعدم إمتلاكي لتلك الصفات التي يعتقد انها مملوكة لي .. ولكن نظرته جعلتني اتمالك نفسي والا اخبره بعجزي هذا .

اخبرني انني قادر أن اخلق له تلك المجالات إذا وافقت علي اصطحابه معي في رحلاتي الخاصه وفي المقابل سوف يحاول هو الأخر أن يأتيني بموافقة من عالمه لكي يصحبني معه في رحلاته ، نظرت له وأنا افكر في عرضه فكم كان هذا مغري أن يأخذني معه في رحلاته إلي عالمه الذي لا اعلم عنه الكثير فهو له جناحات ولا تواجهه تلك المشاكل التي تواجهني بل والاجمل من كل هذا انني لن أكون مضطر لكي اري إحدي جناحيه وهو متدلي بهذه الطريقة مرة أخري .. فوافقت وانا كلي ثقة بانني سوف اكون رابح من تلك الصفقة .

وبما انني سليم الان وهو صاحب الجناح المرهق فسوف أكون انا من يدعوه في تلك المره إلي رحلة من رحلاتي ولكني عائد الان من إحدي تلك الرحلات وعندما اخبرته بهذا قال انه سوف يتركني استريح علي ان نلتقي في يوم قريب أكون قادراً فيه علي اصطحابه .. وتركني وخرج من النافذة ولمحته قبل ان يختفي عن بصري وهو يعاني من الحركة بجناح واحد .