السبت، 27 سبتمبر 2008

نتكلم بليل


يأتي رمضان ويذهب ولكن تظل هناك بعض المظاهر التي تأتي دائماً مصاحبة للشهر الكريم فطبعاً بغض النظر عن العصبية والنرفزة والذي منه وصلاة التراويح والأعداد المهولة من المسلسلات ، سوف تجد الإعلانات التليفزيونية من أهم هذه المظاهر والأعراض المصاحبة لشهر رمضان ... إعلانات تذاع لمدة محددة هي ثلاثين يوماً في السنة ثم يتم التخلي عنها وإعدامها أو الأحتفاظ بها إلي العام القادم لأغراض غامضة لا يعلمها إلا الله ، حتي لو كانت فكرة الإعلان غير مرتبطة إرتباط مباشر برمضان وتصلح لأوقات أخري فسوف يتم التعامل معها بنفس المنطق تذاع شهر واحد ثم تختفي .
هذا العام هناك مجموعة من الإعلانات المميزة مثل سلسلة إعلانات " نتكلم بليل " والتي أعتقد أنها حققت نجاحاً كبيراً نظراً لإنها تعتمد علي بعض المفارقات المثيرة فعلا للسخرية ، وهناك إعلانات السخانات والبوتجازات التي قد يكون بعضها مبتكر ومختلف إلي حد ما .
ولكن الغريب أنه - وللعام الثاني علي التوالي - أصبحت هناك ظاهرة الإعلانات التي تعمل علي التقليل من هرمونات الذكورة لدي الشباب وبالتالي فهي تؤدي إلي زيادة نسبة العنوثة بين البنات ، ففي العام الماضي تجد سيناريو الإعلان يقول أن القطار بدأ في التحرك والشباب لا يفعلون شيئاً غير شرب الشيشة علي القهاوي ولعب الطاولة والدُمنة ( مبحبش أكتبها دومينو ) وبالتالي تكون النتيجة ان الشاب مش عايز يشتغل وان هو بردو السبب في ان حياته بقت ناشفة لأقصي درجة ولو حد تاني شايف حاجة غير كدا يبقي بيساعد في القضاء علي جيل كامل وهيكون ذنبه في رقبته ، لأن بطبيعة الحال القطار مبيستناش حد علشان كدا لو ملحقتش تشتري التذكرة بتاعتك مش هتلاقي مكان وهتفضل واقف مكانك أو ترجع تقعد تاني علي القهوة وتكمل نفس عشرة الدُمنة اللي كنت بتلعبها سواء مع شاب تاني ( بإعتبار أن الاولاني لحق القطر ) أو مع نفس الشاب لو كان زيك ملوش في السكة الحديد .
والسنة اللي إحنا فيها دي من الملاحظ أن هناك إصرار علي القضاء علي ما تبقي من العام الماضي ، فطبقاً لسيناريو الإعلان معدل إستهلاك الناس للطعام والشراب زاد بشكل أعلي من الأوقات الطبيعية ( مع أنها مبقاش فيها طبيعي وغير طبيعي ) علشان كدا بقي هو السبب الرئيسي في إرتفاع الأسعار .. تجد الرجل وزوجته يشترون من الطعام الكثير والكثر من الأصناف وتتطلب الزوجة كذا وكذا ... والزوج يبتسم لأن فلسوه هتخلص في السوبر ماركت ( دا طبعاً لأنه ركب القطر ) وفي النهاية لا يتم إستهلاك الطعام بالكامل فتقوم الزوجة برمي باقي الطعام علشان طبعاً محدش بياكل غير الأطعمة الطازجة ! ... وبالتالي الطلب علي الأكل يزيد مما يؤدي إلي زيادة الأسعار فتلاقي بردو نفسك في أخر الإعلان مضطر تفقد جزء تاني من أعز ما تملك ... هو إحنا صحيح بنستهلك أكتر من اللازم ولكن أن تصبح كثرة الإستهلاك هي السبب الرئيسي في الأرتفاع الجنوني في الأسعار فهذا شيء لا يصدقه عقل .يتبقي لنا أن نحمد الله أنه رحمنا من إعلانات الأشخاص إلي بيحبوا الصيف علشان بيلاقو ناس تلعب معاهم جولف ... ونحرص علي الدعاء بأن السنة الجاية إن شاء الله ما يتعملش سيناريو إعلاني يقول ان الناس الي بيوتهم بتتهد علي دماغهم مشكلتهم الأساسية إنهم ماركبوش القطر طبعاً وإشترو طعام أكثر من إحتياجتهم علشان كدا البيوت مستحملتش ضغط الأكل وقعدتهم الطويلة في المطابخ فريحتهم وريحت الناس منهم ووقعت علي دماغهم وساعتها أسف جداً أيها البنات يا الي زي العسل إني أقولكم متزعلوش يابنات إن قلنا بصراحة إن الجواز عمره .. عمره ماكان راحة .

الأحد، 7 سبتمبر 2008

بنت وولد ورمضاااااااان كريم


- ( 1 ) -
يتجول يومياً بعد الإفطار ويحرص علي المرور بأكبر قدر ممكن من الشوارع المحيطة ببيته قبل أن يذهب إلي المقهي ، قبل أن يصل إلي المقهي بقليل يقابل أحد أصدقائه ولا ينتبه له إلا عندما يشده من ذراعه وكالعادة بدأ الكلام بالسلامات والسؤال عن الأحوال وأخبار الصيام ورمضان ونفس الكلام المعتاد دائما ً.

تمر بجوارهما ورائحة عطرها تنفذ إلي الأنوف ... ملامحها مصرية خالصة .. منطلقة وحالمة كما تمناها دائماً فينظر برأسه في الأرض ويتمتم بعبارات متشنجة .. ويؤكد لصديقه أن هؤلاء الفتيات لا يعرفون رمضان ولا يسمعون عنه شيئاً إلا عن طريق المسلسلات والبرامج .. يخبره أن حتي في النهار وفي منتصف الصيام يقابل فتيات مثل هذه بل والأنكي أنهم لا يشعرون بمدي خطورة ما يفعلونه فهي تلفت الأنظار إليها بشكل مستفز يفسد صيام كل من يقع نظره عليها .. ينطلق أذان العشاء مما يدفع صديقه إلي عدم مجادلته كثيراً حتي لا يضيع علي نفسه الصلاة فيتمتم بهمهمات لا معني لها ثم يتركه ويذهب إلي المسجد لكي يلحق بصلاة العشاء والتراويح ويسرع هو إلي المقهي وصورة تلك الفتاة ترواده وتفسد عليه خياله .

- ( 2 ) -
اليوم هو أول يوم من أيام الشهر الكريم ترتدي الحجاب صباحاً قبل نزولها إلي عملها بقليل فهي كفتاة محجة تحاول ألا ترتديه قبل أن يجف شعرها تماماً وتحرص علي إرتداء ملابس واسعة وفضفاضة ، تغلق باب منزلها وتنطلق بعد قراءة المعوذتين ودعاء الخروج من المنزل وتأخذ الطريق إلي عملها حيث تعمل بإحدي الشركات متوسطة المستوي .

بمجرد نزولها للشارع تراه .. يلفت نظرها إعتنائه الشديد بشعره وملابسه .. شاب كما حلمت طوال عمرها به وسيم ويرتدي أنواع من الملابس تحب أن تراها دائماً والأكثر من ذلك أنه يستخدم العطر الذي مر عليها ذات يوم ولم تستطيع أن تخرجة من أنفها .. يمر عليها هذا الحدث في دقيقه تشعرها بأن صيامها في خطر فتسرع في خطاها لتتجاوز كل هذا خلف ظهرها .
بمجرد وصولها للعمل تحكي لصديقتها بحنق وغضب شديد عن هؤلاء الشباب الذين يحرصون علي تزيين أنفسهم صباحاً بالثياب والعطور دون مراعاة أنهم قد يكونوا سبب في لفت نظر فتيات كثيرين خصوصاً في نهار رمضان الشيء الذي قد يؤدي إلي فساد الصيام ... فيؤذن الظهر فتسألها صديقتها هل هي علي وضوء أم سوف تذهب لتتوضيء لكي تلحق بهم في صلاة الظهر ؟ تتركها وتذهب للوضوء وصورة هذا الشاب تتردد وتتطفل علي خيالها بين الحين والأخر .