مبقاش في نفسي حاجات كتير .. معتدش بطير .. زي وأنا صغير .. تلك الكلمات التي لحنها وغناها - المتألق دائماً - وجيه عزيز عندما سمعتها لأول مرة وجدتني أنفصل بشكل تلقائي عن العالم محاولاً التأكد من مدي صحتها فقد عرفت مباشرة أنها مطابقة فعلاً لحالي وحال معظم جيلي ، فكلنا زمان كان في نفسنا حاجات كتير أوي بغض النظر عن إمكانية تحقيقها .
رجعت إلي سنوات عمري الماضية ورأيت أقاربي ومعارفي يلقون علي السؤال التقليدي المزعج نفسك تطلع إيه لما تكبر ؟ من منا لم يقع في ذلك الفخ ! كنت دائماً أرتجل في الكلام مع الكثير من التفكير والنظر في الأرض وأجاوب بأول مهنة تخطر علي ذهني والغريب إنها دائماً كانت مختلفة فمرة ضابط ومرة صحفي ومرة عالم فضاء وكان رد فعل " الكبار " علي تلك الإجابات هو الإبتسامة الخالية من أي تعبير لا تعلم هل هي تشجيعية أم بها شبهة تريقة مع عبارة علي غرار ياله شيد حيلك بقي علشان لما تكبر نجوزك مني ( غالباً بنت خالتك أو عمتك ) .
كانت طلباتي في تلك المرحلة العمرية كثيرة وأحلامي أكثر فكنت أحلم باليوم الذي سأمتلك فيه دراجتي الخاصه ، وأصنع الطائرات الورقية وأفعل الكثير لكي أراها تحلق في السماء وأنتظر المصيف الذي تتجمع فيه العائلة وأتمني أن أكبر سريعاً لكي لا يستطيع أحد أن يمنعني من لعب الكرة مع أصدقائي في الشارع ، وكان أكبر طموح لي هو الفوز في معركة مع أحد التلاميذ لكي يجلس أحدنا بجوار زميلة أخري كنت أحبها فعلاً دون أي أسباب أو أغراض .ولكن مع مرور السنوات وإختلاف المراحل ومعرفة أن مش كل حاجة الواحد نفسه فيها بتتحقق ، بدأت المعركة الأزلية بين جيوش الهموم القاسية وتجمعات الأحلام والأمنيات وقل البراح المسموح لنا فيه بالطيران وعرفت لماذا توقفت معظم تلك الحاجات عن مروادة خيالي إلي أن جائت تلك اللحظة التي إنتصرت فيها جحافل الهموم علي تجمعات الأحلام وسيطرت علي المساحة الأكبر من الخيال وأصبح الجزء المتبقي - من الحاجات القليلة الي نفسي فيها - يؤدي دوراً واحداً ألا وهو تسريب دفعات من الطاقة النفسية الإيجابية تدفع عجلة الحياة للأمام وكأن الواحد منا يعيش عدة سنوات ماضية لتكون هي وقوده في بعض السنوات القادمة وفعلاً بقيت دلوقتي زي ما وجيه عزيز قال .. مش قادر أعرف .. هو أنا الي خلاص بقيت كبير .. ولا الحاجات دلوقتي اصغر ؟؟
رجعت إلي سنوات عمري الماضية ورأيت أقاربي ومعارفي يلقون علي السؤال التقليدي المزعج نفسك تطلع إيه لما تكبر ؟ من منا لم يقع في ذلك الفخ ! كنت دائماً أرتجل في الكلام مع الكثير من التفكير والنظر في الأرض وأجاوب بأول مهنة تخطر علي ذهني والغريب إنها دائماً كانت مختلفة فمرة ضابط ومرة صحفي ومرة عالم فضاء وكان رد فعل " الكبار " علي تلك الإجابات هو الإبتسامة الخالية من أي تعبير لا تعلم هل هي تشجيعية أم بها شبهة تريقة مع عبارة علي غرار ياله شيد حيلك بقي علشان لما تكبر نجوزك مني ( غالباً بنت خالتك أو عمتك ) .
كانت طلباتي في تلك المرحلة العمرية كثيرة وأحلامي أكثر فكنت أحلم باليوم الذي سأمتلك فيه دراجتي الخاصه ، وأصنع الطائرات الورقية وأفعل الكثير لكي أراها تحلق في السماء وأنتظر المصيف الذي تتجمع فيه العائلة وأتمني أن أكبر سريعاً لكي لا يستطيع أحد أن يمنعني من لعب الكرة مع أصدقائي في الشارع ، وكان أكبر طموح لي هو الفوز في معركة مع أحد التلاميذ لكي يجلس أحدنا بجوار زميلة أخري كنت أحبها فعلاً دون أي أسباب أو أغراض .ولكن مع مرور السنوات وإختلاف المراحل ومعرفة أن مش كل حاجة الواحد نفسه فيها بتتحقق ، بدأت المعركة الأزلية بين جيوش الهموم القاسية وتجمعات الأحلام والأمنيات وقل البراح المسموح لنا فيه بالطيران وعرفت لماذا توقفت معظم تلك الحاجات عن مروادة خيالي إلي أن جائت تلك اللحظة التي إنتصرت فيها جحافل الهموم علي تجمعات الأحلام وسيطرت علي المساحة الأكبر من الخيال وأصبح الجزء المتبقي - من الحاجات القليلة الي نفسي فيها - يؤدي دوراً واحداً ألا وهو تسريب دفعات من الطاقة النفسية الإيجابية تدفع عجلة الحياة للأمام وكأن الواحد منا يعيش عدة سنوات ماضية لتكون هي وقوده في بعض السنوات القادمة وفعلاً بقيت دلوقتي زي ما وجيه عزيز قال .. مش قادر أعرف .. هو أنا الي خلاص بقيت كبير .. ولا الحاجات دلوقتي اصغر ؟؟
ضربة شمس ( جريدة الدستور 26/11/2008 )
هناك 38 تعليقًا:
غالبا الحاجات دلوقتي أصغر
بس مش كل الحاجات
الحاجات الى كنا بنشوفها فرحة كبيرة قوي
بقت دلوقتي اصغر..وأبعد
زي ما فيه حاجات ماكناش نعرف انها موجودة ..كبرت وظهرت بشدة..من يوم ما عرفنا ان فيه حاجة اسمها وجع..وحاجة اسمها ندم..وحاجة اسمها ذكرى
!
الأحلام دائماً عظيمة بغض النظر عن ساذجتها في مراحل عمرية مختلفة
إلا أننا نراها أصغر ربما لعدم قدرتنا على تحقيقها وتساقطها خلفنا واحد تلو الآخر وحتى نبرأ ذمتنا أمام أنفسنا نراها تافه وأنها كانت لمرحلة ولت ولا يجب الإلتفات إليها
فهي كالعادة تنهار على صخرة أرض الواقع والممكن والمتاح ...
وفي الغالب ليس هناك شيء متاح
تحياتي مجدداً لإرتجالاتك
وليد
منير قال لو بطلنا نحلم نموت
وفيه مثل انجليزى بيقول
no expectation no disappointment
مابين حرارة منير وبرود الانجليز انا باحس ان الاحلام بتشكلنا فى قالبها وتقيدنا فيه بتخلينا مانشوفش غيرها والطريف انها لا بترحم وتتحقق ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل وتسبنا نعيش الواقع بهدوء من كتر الاحلام اللى ضاعت انا باحس ان الحلم فقد اهليته مابقاش يقوم بوظيفته الاساسية فى اسعاد البشر
ممكن تتعامل مع الحلم بروح الهاوى تفرح بتفاصيله وتتفن فى رسمها فى خيالك كمتعة منفصلة عن امكانية تحقيقه بحيث انه لو ماتحققش تبقى ضحكت عليه واخدت منه اللى انت عاوزه من غير مايسبب لك اى احباط
على فكرة الصورة عجبانى اوى
إلي أن جائت تلك اللحظة التي إنتصرت فيها جحافل الهموم علي تجمعات الأحلام وسيطرت علي المساحة الأكبر من الخيال
************************************
لحد ما بقاش ف نفسى حاجه خالص
مش عارفه ده بفعل الاحباط و لا بفعل الزهد ف اللى مش عاوز ييجى
يعنى بيدى و لا بيد عمرو
يعنى لا انا كبرت و لا الاحلام صغرت
الامل هو اللى صغر
شادى
مساحات الارتجال واسعه و جميله و واصله اوى اوى
بجد مش مجامله
لان3ث3صبيًِلارلا ىىهنم
خ7غ5قءي
لأن الهموم جعلتنا نتمنى ان نقفز على الايام ويعدى اليوم والذى يليه
ولم تعد هناك مساحة كافية للاحلام فعيوننا بالكاد تغفو
حتى احلامنا وحاجاتنا المغلفة بالترقب والشوق اصبحت عادية
لاننا فقدنا القدرة على الاستمتاع الا قليلا
نص رائع
تحياتى وتقديرى
عودة جميلة :)
بدأت المعركة الأزلية بين جيوش الهموم القاسية وتجمعات الأحلام والأمنيات وقل البراح المسموح لنا فيه بالطيران
اجمل تعبير عن اللى بيحصل
الواحد زمان لما كان يفكر هو نفسه ف ايه او لما حد بيسأله كان ليسته امنيات
دلوقتى لو حد سأل حد نفسه ف ايه
بيفضل يقلص ف تفكيره كل اللى عايزة ف حاجة واحده بس وعادة بتكون
نفسى اتجوز
نفسى اخلص تعليم
نفسى اخلص جيش
نفسى اسافر بره
وبيصاحبها عادة برضه جملة
وبس والله منفسيش ف اى حاجة تانية ف الدنيا
يا عيني علينا والله
احنا اللى بنعمل كده ف نفسنا
ربنا المعين هنقول ايه
بس برضه
كل سنة وانت طيب وبخير وسعيد
والسنة الجاية تبقى احلى ان شاء الله :)
متقلش ف اللحمة بقى :D
هستنى لما تغمض عينيك وتتخيل انك في مكان في شجر وخضرة من كل جنب
وههمس في ودنك من غير ما تاخد بالك
انت بقيت كبير
وبس افتح عنيك
غالبا احنا اللى كبرنا
والحاجات مش اصغر لا دى مختلفه نهائى عن احلام زمان يعنى مش موجوده الا نادرا
بس الغريب ان لكل سن فعلا فرحته وامنياته وذكرياتنا عن امنيات والطايرات اللى طايره بتاعه الطفوله دى سعاده بتفكرنا باد ايه كنا مختلفين ومبسوطين وفى راحه واحنا صغيرين
انا حسب ما اتذكر كنت ناويه اكون مذيعه او صحفيه وادخل كليه اعلام بس الموضوع فشل ودخلت صيدله
هههه
شادى
عيدك سعيد ان شاء الله
بجد كلامك مس الجرح جدا..
زمان كنا بنستمتع بالتقكير في المستقبل بألوانه البراقة الامعة..دلوقتى بنكره التفكير في المستقبل..الظاهر الألوان بهتت أوى مش عارفة ازاى بقت كده..
أحييك :)
تصدق لسه نفسى فى حاجات ؟
غريبة انى أكتشف انى لسه نفسى
....
على فكرة دور جواك أكيد هتلاقى لسه نفسك بجد
ـــــــــــــــ
تحياتى
كل سنة وانت طيب
وعيد سعيد عليك إن شاء الله
هو اان برجح ضحكة الاخرين لما كانوا بيسالوا نفسك تطلع ايه لما تكبر انه كانوا يقرأون الغيب فهمهما حصلت على اى شاهادة ابقى قابلنى لو عرفت تشتغل
كل سنة وانت طيب وبالف خير وسعادة
هو أنا الي خلاص بقيت كبير .. ولا الحاجات دلوقتي اصغر ؟؟
:(
شادي
عندما تكتسي التفاصيل الجامدة بدماء الوجود الحي ..أعرف أني أقرأ لك
كتابة جميلة
(:
عيد سعيد
السلام عليكم..
تدوينة جميلة .. قريتها قبل كدة فى الدستور..
تحياتى..
هوة الواحد هوة اللى كبر
والحاجات اللى كانت بتفرحنا زمان بقت دلوقتىعاملة زى النكتة القديمة اللى مهما سمعناها بنضحك عليها واحنا مش عارفين لية
وفى حاجات كنا نسمع عنها زمان اسمها كاءبة وجع والم لما كبرنا عرفنها وجربناها
انا مش بعرف احلم ..
:)
في حد خد قدرتي على الحلم معاه و هو ماشي..
و انا بطلت افكر او اطلب ..
بقيت باخد الموجود و خلاص !!
ماتقلبش عليا المواجع في حتة الاحلام دي يا شادي الله يخليك ..!!
:)
اكتر حاجة تضايقك لما ماتعرفش تجاوب على السؤال .. ولا تحقق اى حاجة و تفضل تسأل نفسك هو انا كنت عايز ابقى ايه
و لما طفل صغير يحاول يلعب معاك زى الكبار ما بيسألوه و يجى يسألك انت نفسك تتطلع ايه لما تكبر .. و يكون ردك انا كبرت و طلعت خلاص .. بس مش عارف ايه !
dr roufy
أعتقد ان كل ما ذكرته انت هو وقود الحياة الوجع والذكري والندم .
عارفة مش عارف ليه
هي دي المشكلة كلها الحلام عظيمة وممتعة ولكنها غذا لم تتحقق فقد تغضب منك وتهجرك لفترة
مش كدا بردو؟
حلو أوي موضوع الاحلام الفاقدة الاهلية الي بتسيطر علينا دي
وبالنسبة للصورة عجباني انا كمان
:))
سهر
الأمل هو الي صغر
بردو وجهة نظر جايز تكون حقيقية
بس لو الامل صغر لازم نشوف حل ونوسعة
اميمة عز الدين
بردو ممكن تكون الهموم هي السبب
وممكن تكون الغربة عن العالم المحيط
كلها اشياء تدعو الي التأمل
ميرسي علي ذوقك
:))
حمامة
القطر بيعدي والي مش هيلحقة هيفضل قاعد علي القهوة زي الاعلانات بتاعة التليفزيون بس هنا الموقف فعلا يستدعي التفكير في حلول
ميرسي ياجميل علي الزيارة
عالم صوفي
تعليقك دا في حد ذاته ابداع انا فعلا هعمل كدا وهستناكي تهمسي ودني
:))
لكل سن فرحته وأحلامه ولكن واضح اننا كبرنا لدرجة ان الاحلام بتفكر تهجرنا للأبد
omnia
احنا الي بقينا بنخاف مش الالوان الي بقت باهتة
عين ضيقة
أكيد في احلام يمكن تكون مختفية بفعل غبار الحياة ولكنها موجودة أكيد
عارفة مش عارف ليه
وانت طيب يامعلم
desert cat
جايز بردو والله
مش بيقولو اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة؟
تايه في وسط البلد
وانت طيب يامعلم
زي الهوا
مش عارف بجد
عمي الكبير أوي طارق إمام
اولا دي شهادة كبيرة أوي لما انت بذات نفسك تقول عني كدا
انا كمان لما بفتح المدونة والاقيها مختلفة بعرف ان أكيد الراوي العظيم طارق امام مر عليها فترك بعضاً من ما يشع منه
دعوة للمشاركة فى ورشة البلد الأدبية
اللقاء القادم يوم الخميس 25 ديسمبر 2008 الساعة 7 بمكتبة البلد
مع
د.بهاء عبد المجيد
يدير الورشة
حاتم سعد
محمد زوام
حسام الدين فاروق
مصطفى محيى
مكتبةالبلد: ت: 27922768
31 ش محمد محمود. التحرير. أمام الجامعة الأمريكية ــ أعلى سيلنترو
elwarsha2008@yahoo.com ايميل الورشة
و دى كمان مدونة الورشة منتظرين تعليقاتك
http://elwarsha2008.blogspot.com/
حنان
ربنا يخليكي انتي الاجمل
:)
ويلا
جايز
بس الحاجات الي احنا جربناها وعشناها الي هي الوجع والكلام دا بحاول اعتبرها وقود للسنين القادمة
قهوة بالفانيليا
بس ياتري مستريحة كدا؟؟؟
ola
ما الواحد عايش علي أمل انه يعرف طلع ايه
إرسال تعليق