هي شجرة عجوز ضخمة إلي حد ما تقع في منتصف الشارع بين المقهي ودكان الأسطي سعيد لإصلاح كاربراتير السيارات ’ تظلل فروعها جزء من المقهي نهاراً فيحتمي رواده تحتها من أشعة الشمس وتداري جزء من اليافطة المعلقة علي الدكان ’ ترتفع الأغصان الطويلة المحملة بالأوراق لتغطي نافذة سيدة تعرف بأسم الحاجة يعتقد الجميع أن عمرها من عمر الشجرة نفسها .
كان مكان تجمعي أنا وأصدقائي بجوارها لذلك فقد لاحظ أحدنا أنها لم تعد كما كانت فلقد جفت فروع كثيرة وتساقطت أوراقها مما جعلنا نتنبأ بأن نهايتها قد أقتربت ’ وبدأت تسيطر علي المنطقة أحاديث حول الشجرة وذكريات البعض معها وكيف كانت السيدة التي تسكن أعلي الشجرة تنهرنا بشدة عندما يحاول احد الأولاد أن يتسلقها ( الشجرة طبعاً ) ’ ولكن أكثر ما سببته من جدل هو محاولات البعض أستنتاج أسباب إحتضارها .
إلي أن جاء اليوم الذي أتهم فيه الأسطي سعيد السيدة العجوز بأنها السبب فيما حدث لأنها كانت تقوم برش الشجرة بالجاز كل يوم صباحاً حتي تقضي عليها وعلي الحشرات التي تجلبها لها وخصوصاً النمل .
وما إن علمت العجوز بذلك حتي قالت أن الأسطي سعيد هو السبب لأنه يستخدم الجاز في تنظيف الكاربراتيرات ويسندها علي الشجرة لتجف مما يسمح بتسرب الجاز للجذور وأدي ذلك إلي هلاكها مع أنه يعلم ضرر ما يفعلة .
وأصبح الشغل الشاغل للمنطقة بأكملها هو معرفة من السبب الرئيسي في الوفاة ... الأسطي سعيد أم السيدة العجوز وعندما أشتد الصراع بينهم أقترح الأسطي سعيد أن يشترك بعض الكبار في المنطقة ليحكموا بينهم وبعد عدة محاولات لإقناع الحاجة وافقت علي أن يكون مكان التجمع أسفل منزلها بجوار الشجرة مما سمح لي بسماع أجزاء من ما دار بينهم ’ أخذ كل طرف منهم يرمي بالمسؤلية علي الأخر وبعض أفراد الحضور يشاركون بالرأي ’ ومن وقت لأخر أسمع عبارات علي غرار ( عيب يا جماعة دا أنتو أهل والباب جنب الباب ) إلي أن أعلن المعلم ( صاحب المقهي ) أن الجلسة طالت ولم يتم التوصل للجاني الحقيقي وإن كان هناك أتفاق عام بأن الأداة المستخدمة في الجريمة هي الجاز ولا شيء أخر ... وتفرق الحضور دون التأكد من شيء .
أنتشرت الشائعات في الحي حول الأسباب المتوقعة فمنهم من قال أن المعلم هو السبب لأنه يريد أن يستولي علي مكانها ليستغله زبائنه ’ وأخر أرجع ذلك إلي الأسطي سعيد حتي يسيطر هو علي هذا المكان ولكن الأحتمال الذي أجتمع عليه معظم الناس أن الأثنين مسؤلين عما حدث ... غالبا تستيقظ الحاجة صباحا لترش الشجرة بالجاز لكي تبعد النمل ... ويركن الأسطي سعيد الكاربراتيرات الملوثة بالجاز ليلاً وبذلك فإن الشجرة أصبحت ضحية العجوز والأسطي .أستمر الوضع هكذا حتي أستيقظنا جميعاً ذات يوم لنجد الشجرة وقد تم إزالتها تماما مع بقايا أثارها في الأرض وأنتهت بعد أن تفرقت فروعها بين القبائل .
كان مكان تجمعي أنا وأصدقائي بجوارها لذلك فقد لاحظ أحدنا أنها لم تعد كما كانت فلقد جفت فروع كثيرة وتساقطت أوراقها مما جعلنا نتنبأ بأن نهايتها قد أقتربت ’ وبدأت تسيطر علي المنطقة أحاديث حول الشجرة وذكريات البعض معها وكيف كانت السيدة التي تسكن أعلي الشجرة تنهرنا بشدة عندما يحاول احد الأولاد أن يتسلقها ( الشجرة طبعاً ) ’ ولكن أكثر ما سببته من جدل هو محاولات البعض أستنتاج أسباب إحتضارها .
إلي أن جاء اليوم الذي أتهم فيه الأسطي سعيد السيدة العجوز بأنها السبب فيما حدث لأنها كانت تقوم برش الشجرة بالجاز كل يوم صباحاً حتي تقضي عليها وعلي الحشرات التي تجلبها لها وخصوصاً النمل .
وما إن علمت العجوز بذلك حتي قالت أن الأسطي سعيد هو السبب لأنه يستخدم الجاز في تنظيف الكاربراتيرات ويسندها علي الشجرة لتجف مما يسمح بتسرب الجاز للجذور وأدي ذلك إلي هلاكها مع أنه يعلم ضرر ما يفعلة .
وأصبح الشغل الشاغل للمنطقة بأكملها هو معرفة من السبب الرئيسي في الوفاة ... الأسطي سعيد أم السيدة العجوز وعندما أشتد الصراع بينهم أقترح الأسطي سعيد أن يشترك بعض الكبار في المنطقة ليحكموا بينهم وبعد عدة محاولات لإقناع الحاجة وافقت علي أن يكون مكان التجمع أسفل منزلها بجوار الشجرة مما سمح لي بسماع أجزاء من ما دار بينهم ’ أخذ كل طرف منهم يرمي بالمسؤلية علي الأخر وبعض أفراد الحضور يشاركون بالرأي ’ ومن وقت لأخر أسمع عبارات علي غرار ( عيب يا جماعة دا أنتو أهل والباب جنب الباب ) إلي أن أعلن المعلم ( صاحب المقهي ) أن الجلسة طالت ولم يتم التوصل للجاني الحقيقي وإن كان هناك أتفاق عام بأن الأداة المستخدمة في الجريمة هي الجاز ولا شيء أخر ... وتفرق الحضور دون التأكد من شيء .
أنتشرت الشائعات في الحي حول الأسباب المتوقعة فمنهم من قال أن المعلم هو السبب لأنه يريد أن يستولي علي مكانها ليستغله زبائنه ’ وأخر أرجع ذلك إلي الأسطي سعيد حتي يسيطر هو علي هذا المكان ولكن الأحتمال الذي أجتمع عليه معظم الناس أن الأثنين مسؤلين عما حدث ... غالبا تستيقظ الحاجة صباحا لترش الشجرة بالجاز لكي تبعد النمل ... ويركن الأسطي سعيد الكاربراتيرات الملوثة بالجاز ليلاً وبذلك فإن الشجرة أصبحت ضحية العجوز والأسطي .أستمر الوضع هكذا حتي أستيقظنا جميعاً ذات يوم لنجد الشجرة وقد تم إزالتها تماما مع بقايا أثارها في الأرض وأنتهت بعد أن تفرقت فروعها بين القبائل .
هناك 30 تعليقًا:
فكرتني بشجرة عندنا في الحي بتاعنا حاجة معتقة كده،، كل ما تكبر وتطول وتتشعب وتتوغل وتستمر تتقص قصة تمام وبعدين تعيد الكرة من تاني
شجرتكوا اتشالت من مكانها بذكرياتك،، يا اما السبب في هلاك الشجرة عم الاسطى لوحده،، يا طنط الحاجة لوحدها يا الاتنين سوا،، يا الجنايني اللي سايبها،، المهم انها راحت
تفتكر مين السبب؟
مها ميهوووو
حال الشجرة
هو حال التردي الذي نحيا فيه جميعا
من إهمال ولا مبالاة
وكل منا يلقي بالوم على الاخر
والتنصل من مسئوليتنا
بكلمة انا ماااااااااااالي
تحياتي
بعيدا عن المعنى العميق الذي فيها والذي عو عبقري بالتأكيد..
لننظر إلى المعنى البسيط والواضح لكل من يقرأها..وهو أهمية الشجرة التى يتجمع حولها الناس..
كأى ذكرى جميلة يحاول الجميع التمسك بها والألتفات حولها..حتى تضيع برغم محاولات الجميع :)
تحياتي الدائمة لكلامك الجميل :)
إلي متي سنقتل الأشجار ونزرع الخراب ؟
كلنا مثل الأسطي ، كلنا مثل العجوز التي ، لتقتل النمل ، تقتل الشجرة ايضا ، و ربما بدون قصد فعل القتل .قصتك اثارت سؤال عندي ، لماذا نغضب إن حصدنا الشر بعد أن زرعناه ، أم أننا نتخيل اننا نزرع الجاز و نحصد البطيخ ؟
تحياتي لك .
للشجرة ذاكرة وللناس معها ذكريات.. وبين العجوز التي كانت تنهر المتسلقين.. والاسطى سعيد الذي يكابر مسؤولية عن ازهاق روح الشجرة...
لكن مسؤولية الاسطى اكبر .. فالعجوز على اقل تقدير كانت تنهر المتسلقين...
سردك اخذني لعالم من الذكريات .. ولا اخفيك سرا اني اشعر بأن الاشياء تعرفنا كما نعرفها...
دمت بكل ود..
خالص تحياتي
ماتت الشجرة واخدت معاها كل الذكريات الحلوة والوحشة للشارع كله واخدت معاها سنين كتير اوىىىى
هى الوحيدة اللى تعرف مين السبب فى موتهاانا زعلت عليها اوى وشكلك انت كمان زعلت عليها اوى بس بجد رائع وابدعت زى ما عودتنا دايما
ضحى
انت شادى اصلان بتاع الدستور؟؟؟؟؟
جااااااااااااااااامد جدا انا اساسا معجبة بكتاباتك
مها ميهو
لحد الان لم يثبت مين القاتل
انا شخصيا معرفش هو مين
او عارف ومش هقول لحد
سلامووز
عارفة مش عارف ليه
اهي بردو وجهة نظر
بس انا ماااااااالي كل واحد حر يقول الي هو عايزة :)
أمنية
انا مش عارف اشكرك ازاي
نظرتك دي جميلة اوي علي فكرة
تحياتي
احمد
جميل كلامك اوي
وفعلا الي متي نتوقع ان تثمر الشجرة بعد رشها بالجاز
اسامه
متنساش ان العجوز كمان كانت بترشها بالجاز
يارتها كانت بتنهرنا بس
ضحي
انا كمان زعلت عليها اوي
حتي لو مكنتش اعرفها كنت هزعل عليها بردو
نورتي الدنيا
انجي
ربنا يخليكي يا استاذه
ايوه يستي انا شادي اصلان الي بيحاول يكون موجود في الدستور
بجد سعيد بزيارتك الجميلة دي وياريت تتكرر كتير
ايه دااااااه
تخيل انا قريت مقال زي ده بالظبببط في الجرنان
ايه داااااااه
تخيل بردك بردك -مش برده لا بردك- ان اللي كاتبه اسمه شادي اصلان
يالهوووووووووي
يخلق من الشبه 77 فعلا والله عندهم حق
وبعدين بقى اييييه المقالة يعني فزييعه كدة من كتر بساطتها حاسة بفزاعتها -مش فظاعتها لالا فزاعتها- المهم بقى اييييييييه
ازيك يا شادي عامل ايه؟؟
كويس؟؟؟ طب تصبحوا على خير بقى يا جماعه يادوبك ألحق انام قبل ما المسلسل يخلص
تدوينه جميله يا شادى
وتفرقت فروعها بين القبائل....
وكم تفرقت فروع
بالمناسبه فى شجره سبحان الله لله فى خلقه شؤن
امام مبنى الاذاعه والتلفزيون مباشرةً
جذوعها تكتب لفظ الجلاله بوضوح
الحق شوفها قبل ما تتفرق فروعها
حكم البلد دى برغت فى فن قتل كل جميل
:(
اكتر حاجة بجد بتضايقنى ان حد يقتل شجرة
او يكون عنده زرع وميهتمش بيه ويموت
مش عارفه ليه بنحب اذية الورد والشجر
حتى تلاقينا دايماً واحنا ماشيين وعدينا على شجرة او ورد نقوم قطفين منه ودقيقة بالظبط لو عدت كمان ونقوم رامينها طيب ليه من الأول
غريزة ف البشر ..
و لانى عارفه نفسى مش ممكن هقبل القصه على انها موضوع الشجره و الاسطى و العجوز
و لانى عارفه ان دايما ورا القصه مغزى
خفت
ليكون حالنا اننا نصبح الصبح نلاقى ( الشجره الكبيره ) اللى احنا كلنا بجد عايشين عليها و فيها و تحت ظلها اتشالت من جذورها و احنا غرقانيين نتهم بعض مين فينا السبب
كلنا بنرش الجاز بقصد و من غير قصد
ربنا يستر
أ شادى
مش قلتلك قبل كده
هنا فكر يسعدنى ان اتابعه
تقديرى
كتير بخش المدونة
ومعرفش أكتب ايه
لأني خايب في موضوع الردود والكتابة
بس القصة حلوة
فكرتني بقصة لي
اسمها جذور مقتلعة
اتنشرت زمان في الاهرام
وسرقها بعدها واحد ونشرها باسم الحديقة الرائعة
وفي الاهرام برضه هههههه
واضح أن كل حاجة حلوة لازم تتشال من جذورها
سعيد كالعادة بمروري من هنا
خالص محبتي يا جميل
وخالص التحايا
كراكيب
يانهار ابيض محتاجة تظبيط في مخارج الالفاظ
انا كويس الحمد لله وشفتي الصدف بتعمل ايه
قصتين بنفس الاسم لنفس اسم الشخص تفتكري ممكن يكون انا؟
dodda
ياجميل ربنا يخليكي
انا هخلص الي ورايا وهروح جري اشوف الشجرة دي قبل ما تتوفي هي كمان
حمامة
معلش هي ي الحياة غصب عننا
داما تسعدني الزيارة وداما اتشرف بها
اما بالنسبة للشجرة....ربنا يستر
محمد ابراهيم محروس
انت بنفسك مورني والله
مش لازم تكون بارع في الشئون الدبلوماسية والردود علشان اشوفك هنا
دي ارمي السلام وخلاص هيكون كفاية اوي
تحياتي
شادي .. الموضوع بجد حلو اوي ان كان المعنى الظاهر بتاعه او المعنى الداخلي جميل جدا بجد .. واول ما قريته في الجرنال فكرني بالشجرة الكبيرة اللي ادام شباكنا .. في يوم فتحت الشباك الصبح لقيت فرع كبييييييير اوي منها مكسور وواقع في الارض تقريبا الفرع ده كان ربع الشجرة .. وساعتها حسيت بحزن جامد اوي مش عارفه ليه حسيت انها وجعت حاجة جوايا مع اني لا ليا معاها ذكريات ولا كنت باخد بالي منها اساسا .. اصل احنا عقبال عندك في المكان اللي ساكنين فيه ماعندناش اكتر من الشجر والجناين هما اكتر من البني ادمين تقريبا .. بس فعلا شكلها اثر فيا اوي .. ولغاية دلوقتي على فكره ماعرفش السبب ..
رجعت ارغي كتير انا .. واكيد سوري على التأخير .. هي اول مرة وان شاء الله هتكون اخر مرة ..
عاشقة القمر
ياستي ولا تأخير ولا حاجه مفيش مشكلة انتي دايما بتنوري الدنيا
واحمدي ربنا ان الشجر عندكو اكتر من الناس !
شوف زى كل حاجه جميله وكبيره وليها ذكريات كانت الشجره دى
انا متخيله نهايتها حتى لو ما جفت كانت
كشجره جميله وكبيره هيستخسرها قاتللى الجمال فى اى شارع فيكى يا مصر
ولو ما كنش المجلس الحلى هتكون بفعل فاعل للاستفاده بخشبها-- يعنى النهايه كانت حتميه
دايما كدا ما بيخلوا اى حاجه حلوه تنتهى على خير
ومهما كانت الاسباب فالموت واحد
سلمت
بسنت
ماشي كل حاجة كانت هتموت الشجرو في النهاية مع اني كنت اتمني انها متموتش
صحيح تعددت الاسباب والموت واحدا
بس أسعي ياعبد وانا اسعي معاك....مش كدا بردو؟
في كل البوست اللي قريتها وعلقت عليها
سجلت اعجابي بنقلك للواقع والتقاطك للمواقف
اشارتك لكل شئ بأبسط شئ
أثر فيا التوبيك ده اوي..موت شجرة مأساة مش مهم مين قتلها..قتل ذكرياتها ايامها شكلها الجميل ..ظلها..الشجر اكتر اللي بيتقتل في شوراعنا من غير سبب
شكرا شادي
Rere shoaib
إرسال تعليق