الأربعاء، 24 يونيو 2009

اسكندرية ... دمياط


النهاردة قابلت في الشارع اتنين شباب معرفهمش ولا عمري شفتهم بس هما كانوا شبه بعض جداً مع ان شكلهم مختلف عن بعض خالص، وكانوا بيتكلموا عن واحد تالت مش موجود معاهم ودار بينهم الحوار التالي هحاول أنقله زي ما هو من غير أي تدخل مني ....


الأول : الواد خالد فين بقالي كام يوم مش بشوفه وبرنله وهو مبيعبرنيش متعرفش أي حاجة عنه؟.

الثاني : ياعم خالد شد علي إسكندرية الجو حر هنا والحياة هناك أجمل .

الأول : يا راجل طب والله كويس .. اه ما هو خلص إمتحانات وهيصيع براحته بأه، بس هو سافر إسكندرية ولا دمياط؟؟؟

الثاني : لأ هو سافر دمياط .. بس عادي يعني مش فارقة .

الأول : ايوة صح مش فارقة وكمان الجو هناك أظرف من هنا .

الثاني : بكتيييييييير .


وبعد كده سمعت صوت الصمت مني ومنهم ومن الدنيا كلها وكأني إنفصلت عن العالم كله وفضلت كده لحد ما روحت بيتنا وأنا بقول لنفسي لو حد سألني إنت ساكن فين هقوله في مدينة نصر وبما إنه عارف إني من إمبابة هيسألني مدينة نصر ولا إمبابة هقوله لأ إمبابة بس عادي يعني مش فارقة .

الأربعاء، 10 يونيو 2009

عندما بكت

By-Stefan Beutler


أسير يومياً أثناء عودتي من العمل من ناصية الشارع وحتي المنزل - بالرغم من انني أستطيع أن أنزل من العربة أمام البيت - ودائماً ما يلفت نظري تصرفات الأشخاص المكلفين بحراسة المنازل لأنهم غالباً ما يكونوا عائلات كاملة ، وكثيراً ما يتفرق أعضاء العائلة الواحدة إلي بعض الأعمال المختلفة فيعمل الرجل في حراسة المنزل ويساعده الصبي الصغير بينما تقوم الأم وبناتها بالعمل في بعض المنازل بشكل منتظم .

وفي أحد الأيام رأيتهم بجواري .. عائلة مكونة من الأم وثلاثة أطفال ، ولدين وبنت ، تحمل الأم الولد الأصغر علي كتفها ويسير بجوارها الأخر الذي يقوم بدحرجة إطار خارجي لعجلة سيارة ، وبالرغم من محاولاته العديدة للحفاظ علي توازنه إلا أنه يتراقص يميناً ويساراً ، وتتقدمهم بقليل البنت التي تحمل في حنيه بالغة شبه أو بقايا عروسة صغيرة ، وكأنه مشهد ثابت لا يتبدل قد تجلس البنت علي أقرب رصيف تداعب عروستها قليلاً ، أو يقف الولد في وسط الطريق ليحاول إصلاح شيء ما في إطاره ولكن سرعان ما تعود القافلة تسير كما كانت .

ولكن فجأة وبدون أي مقدمات إنحرف الولد بشكل غير متعمد وعندما حاول الإعتدال فقد السيطرة علي الإطارمما أدي إلي إصطدامه بالبنت فوقعت وإنفلتت منها العروسة وإستقرت في منتصف الشارع بعيده عن يدها فانتفضت مسرعة لكي تأتي بها قبل أن تدهسها إحدي السيارات وعندما عادت إلي المسيرة قابلها أخيها - ولا أعلم لماذا - بالقفز في الهواء والنزول علي أصابع قدميها العارية ، إستقبلت الفتاة الضربة في ذهول وإنكتمت دموعها لفترة وجيزة قبل أن تتحول ملامح وجهها الطفولية إلي الإنكماش الشديد وتذبل عيناها وتنطلق في في بكاء بصوت مسموع مما جعل الأم تنتبه لما يحدث فما كان منها إلا أن ذهبت إلي البنت ونظرت إليها بإستنكار شديد وصفعتها بظهر يدها علي فمها فوقعت مرة إخري أرضاً وزادت حدة البكاء ولكن هذه المرة مع بعض الكلمات والحركات الغير مفهومة فدفعتها الأم بقدمها بقوة لتحثها علي النهوض سريعاً وسحبتها من يدها والبنت مصرة علي الجلوس أرضاً وتمسك بعروستها وكأنها تستنجد بها .

كل هذا والولد يلعب بالإطار غير عابيء بما يحدث مع حرصه علي الالتفات برأسه إلي الوراء لثانية واحدة بين الحين والأخر ليتابع ما يجري ثم ينطلق بعدها وهو يدفعه أمامه مقلداً أصوات السيارات ومتخيلاً عوائق ومطبات يحاول أن يتلاشي الوقوع بها حتي فاجأه مطب حقيقي مرتفع عن الأرض فلم يتمكن من السيطرة علي الإطار وإندفع قاطعاً الطريق وحاول الولد أن يوقفه فلم يتمكن من ذلك وإندفع خلفه مسرعاً ولم ينتبه إلي تلك السيارة القادمة والتي لم يستطيع سائقها أن يوقفها في تلك المسافة الصغيرة لسرعتها الكبيرة فإنحرف بها يميناً في محاولة منه لإنقاذ الولد الذي وقف في مكانه وكأنه ثبت في الأرض فمرت السيارة بجواره دون أن تصيبه بسوء ولكنه سقط علي الأرض من وقع المفاجأة وما إن رأت البنت ما حدث حتي نظرت إلي أمها الملهوفة ورمت عروستها بعيداً وإنطلقت تجري نحوه وإنحنت بجواره تتفقده وهي تبكي مرة أخري .