الأحد، 20 أبريل 2008

فصول وعلامات سماوية


في ايام مثل هذه وعلي مدار معظم سنين عمري الفائته مع تغير الفصول و اخراج ملابسي الصيفيه او الشتويه بما يتلائم مع الفصل كانت تواجهني بعض المفاجات منها ما هو سار ومنها ما كان يحزني .
فهذا قميص اخرجته لاكتشف فجأه انه غير قادر علي احتوائي او انه اصبح يحتويني أكثر من ما يلزم وكنت دائما لا اعرف هل افرح ام احزن لهذا او ذاك ولكن باستمرار كان يوجد شعور تجاه ذلك ’ شعور بأن الوقت قد حان لإيجاد بديل لهذا القميص وهذا شيء كان يقلقني كثيرا لانه ليس من السهل علي اعدامه كما انني لا املك الثقه الكافيه في هذا البديل ’ وأكثر ما كان يفرحني هو ما تخبئه لي جيوب هذه الملابس من اشياء قد مر عليها أقل من عام وانا لم اعد اتذكرها وكأنها لو تكن يوما ملكا لي ’ ورقة صغيره كتب عليها رقم تليفون مع حرفين فقط للتذكير بالأسم ولكن كل المحاولات لمعرفة صاحب هذا الرقم تنتهي في معظم الأحيان بالفشل .... أو اشياء من هذا القبيل ’ و لكن قمة البهجة ... عندما كنت أجد عملة نقدية ’ تلك العملة مهما كانت قيمتها ( الضئيلة دائما ) تترك داخلي فرحة غامره و كأنها لم تستقطع يوما ما من نقودي ... وكأنها هبه سماوية خصتني بها السماء دون كل البشر .
هبه سماويه لها علامات ودلالات كثيره او هكذا كنت اعتقد طوال الوقت ... وكنت كلما اجد هذه العلامة السماويه اعزم علي عدم التصرف فيها و أصر علي الاحتفاظ بها و يمر وقت قليل جدا لأكتشف انها قد تاهت في وسط أشيائي ولم يعد لها وجود منفرد بذاته ’ ثم أجد مثلها مرة اخري و اعزم عزمي من جديد ويمر وقت قليل وأفقدها ...
في كل مره اجد عملتي تجدد بهجتي معها وتضيع البهجه مع ضياعها ’ حتي تعلمت انها لو لم تضيع لماتت بهجتها تماما قبل أن تولد وعرفت إنني اسعي لضياعها بدون قصد او تعمد وكأن يد خفية تدفعها للضياع حتي لا تضيع بهجتي .
الي ان جاءت تلك اللحظه التي ملئتني بالحزن عندما تحدث معي صديق لي حول هذه الأشياء حكي لي ما يحدث معه وعرفت انه مثلي وكان يظن انها هبه سماويه فرديه .. فلم أفسد عليه أحساسه ولم أصارحه بأنها تحدث معي أنا الأخر ....هنا قامت الحقيقه بمواجهتي بأن هذه الأشياء قد توقفت عن الحدوث من فترة ليست بقليلة فأبتلعت أحزاني ورحلت .
و كما تعودت ان اشكر تلك اليد الخفية علي ما كانت تفعلة معي .... تمنيت لو أنه من الممكن البكاء علي راحتها لكي تعيد لي ماكان .




ضربة شمس ( جريدة الدستور )

كاميرا ومجاميع وحشيش


دخلت كاميرا فيديو محمولة بواسطة شاب في العشرين من عمره و دارت عدستها أرجاء الشارع تطوف علي
مجاميع من الناس كل مجموعه منهم ملتفة حول منضده صغيره و شخص أو اثنان ( لاحظ أنني قلت شخص و لم اقل شاب ) من كل مجموعة من هذه المجاميع يقوم بدور واحد بإتقان و تركيز شديد و سهوله هذا الدور عبارة عن لف سجاير حشيش و مناولتها لمن يجلسون بجواره فيشعلها لتلف علي الموجودين ..... يقوم بهذا ببساطه شديدة و كأن لف السيجارة شيء سهل جدا و انأ الذي أري أن لف السيجارة هذا عمل بطولي يحتاج إلي أصابع ماهرة غير متوافرة للكثير منا .تري طرق مختلفة تشعر معها بالابتكار في مجملها و لن تستطيع إخفاء إعجابك و لو بقدر ضئيل بهذه القدرة علي اختراع طرق مختلفة لإنجاز نفس الهدف ألا و هو لف سيجاره و تستعجب من قدرة هذا الشخص علي القيام بمثل هذا الأداء المتقن..كل هذا و الكاميرا تدور لتتابع هذه الإنجازات مع التأكيد علي إظهار المواد الخام و الدقة في نقل الصورة للمشاهد فيما بعد.......حاولت أن أتخيل التعبيرات المختلفة للمشاهدين فمنهم مثلا شاب في مقتبل العمر يعلم كل شيء عن ما يجري و لكنة سوف يحاول إخفاء هذا أمام والده...و هذه سيده سوف تشيح بوجهها جهة اليسار مع قدر قليل من مصمصة الشفا يف و عبارة علي غرار( جيل ما يعلم بيه إلا ربنا ) متغاضية بذلك عن اختلاف أعمار الموجودين .......و الكاميرا تطوف لتتابع الانفعالات المختلفة المرسومة علي ملامح كل الشخوص الموجودة في هذا المشهد المهيب .... شاب يجلس بجوار رجل كبير و الشاب يضحك بشكل هستيري و الرجل ينظر له بوقار تشعر معه انه وقار حقيقي و شبح ابتسامة خفيفة مرسوم علي وجهه مع هزه خفيفة للرأس .
فجأة انتبهت أن هذا المشهد بدون حوار فا الدي جي ينطلق معلنا عن نفسه بكل ما أوتي من قوة في محاوله منه لإثبات ذاته في وسط الشارع فيجبر الناس أن تتعامل مع بعضها بشكل تلقائي حيث يفهم كل واحد الأخر بسلاسة و بدون المعاناة في محاولة رفع الأصوات......كل من يجلس تلاحظ عليهم تطورات سريعة و مفاجئه و تصرفات متغيره بشكل عجيب تشعر معها انك لو رأيت الشخص مرتين مره في أول الشريط و مره في أخر الشريط سوف تجده شخصان مختلفان تماما ... أما الكاميرا فتسجل كل ما يدور بدقه و بدون أن تتأثر بالدخان الأزرق المحيط بها و تؤدي عملها بكل كفاءة في محاولة منها لإثبات ذاتها هيا الاخري.



ضربة شمس العدد الأسطوري ( جريدة الدستور ) 26/3/2008

هروب


هربت مني بعد ما وصلتلي إحساس انها ممكن تحبني معرفش ليه عملت كده.....كانت ايديا حاضنه ايدها و سالتها ياتري مضايقه و كانت اجابتها ....لاقلتلها ياتري ممكن تحبيني ولا انا مفروض عليكي ؟ و سألتها و كنت مستني الاجابه منها صريحه قالت لأ.... ممكن احبك ......طب ليه بأه بعد فتره كبيره تختفي ....اسالها ليه مش بتردي عليا تقولي كنت نايمه او تعبانه او تليفوني كان مقفول....اقول اوكي....و لما احاول اخد منها اجابه صريحه عن حقيقة مشاعرها تقولي سيب الوقت هو الي يحدد...ياتري هو صحيح الوقت هيحدد ولا هيا بتندم انها سابتني امسك ايديها و احلم معاها بحب جاي يهز قلبي .......خايف تكون ندمت و مش عايزه تقول.....انا اصلي قلبي تحت ايدي يعني تكون احسن صريحه مش هموت .....بس أموت من تعليق المواقف يعني حاجه تكون حقيقه بس هيا خايف تكسر قلبي جايز............قلبي جامد مش هينقص منو حته.....بس احسن حاجه نفسي استريح....يعني افضل انها تقول الحقيقه ..انها مش بتحبني و لاهتحبني ...يمكن في اللحظه دي احبها ..علشان صريحه هتقولي خايفه تحب ولا خايفه ترتبط ....... جايز... بس الحقيقه ان دا مش ذنبي انا....وكمان ممكن تكون مش حقيقه ....يمكن تبرر لنفسها ندمها بأنها خايفه تحب او ترتبط حتي بشخص عارفه انو حبها......ماشي صحيح حبتها لكن ... عمري ما هفضل طول حياتي في سجنها .

حلم


كانت فكره من احدي شطحات التحليق ....هذا التعريف هو ما استطيع وصف ما كان يدور في بالي من فتره كبيره و هو سؤال يراودني من فتره كبيره ماذا لو لدي القدره علي الدخول لكل منازل المحروسه و معرفة ما يدور في داخلها؟ ( للعلم انا فضولي لاقصي درجه ) هل سيكون هذا ارضاء لفضولي اللامتناهي؟ ... و تحققت الفكره في حلم مر علي في لحظة نوم سريعه لحظه وجدت نفسي فيها عباره عن خيال قادر علي الوصول لأدق تفاصيل الحياه لأشخاص لا أعرفهم فها انا اقف بجوار شخص يمسك قلم و ورقه ليحاول معرفة كيف سيقوم بالوفاء بإلتزاماته الماليه تلك الازمه الأزليه فتركته مسرعا لأجد سيده حزينه علي وجهها علامات الأسي بالرغم من ملامحها الجميله تجلس و حيده فإذا بصوت يشدني فذهبت ورائه لأجد فتاه تنظر الي صورة شاب و تغرقها بالقبلات وجدت نفسي ابتسم و لا اخفي عليكم بداخلي شعور بالغيره و الحسد .ثم وجدت نفسي اقف بجانب شاب في حدود السادسه عشر ينظر من نافذه غرفته علي المباني المواجهه لمنزله و تدور في ذهنه بعض الافكار الخبيثه و يتمتم ببعض العبارت بصوت منخفض .في هذه اللحظه قررت ان اذهب الي مليكتي و بدات التحرك وقابلت في طريقي بعض الشخوص ببعض المواقف ولكن اكثرها كئيب جدا فاحتفظت بها لنفسي .ثم وصلت اخيرا الي حبيبتي لاجدها كما تمنيت دائما ان اراها نائمه كالملاك جلست بجوارها اتاملها و عندما نظرت في عينيها لفت نظري انها ابتسمت شعرت بقطرة ماء علي يدي رفعت يدي فوجدت انها دموع لم اعرف لها سبب سوي ان هذه هي اللحظه التي يجب ان استيقظ فيها من احلامي جففت دموعي ثم لملمت حكاياتي و نظرت نظره اخيره لها ثم اخدت طريقي للعوده.

حب


ممكن تعيش عمرك كلو من غير ما تحب الحب دا حظوظ ممكن تقابلو و ممكن تموت من غير ما تقابلو......الجمل الي من النوع دا انا سمعتها كتير اوي و كل ما اسمعها احس ان قلبي بيتخطف وأقول ياتري هو دا صحيح يعني انا ممكن اعيش عمري كلو من غير ما اقابل الحب؟ مش عارف حاسس انها حاجه غير مقنعه بالمره مش طبيعي ان الواحد عمرو يعدي من غير ما يقابل احلي حاجه في الدنيا .مش متخيل ان مش هعيش اليوم الي تكون احلامي فيه حقيقه يعني الاقي حب بجد....اعيش لحظه حب صادقه...لحظه شجن ...لحظه حنين .....و قلبي يبكي من كتر الاشواق بس بكي جميل....لما اكون لوحدي و اتمني لحظه لاقي.مقدرش اعيش من غير امل ان اليوم دا هعيشوا.يمكن اموت ....فعلا اموت...بس ....اعيشو.

البلوفر


ركبت بجواره الميكروباص و كانت اول جمله له بمجرد جلوسي : الواد دا بيلعب حديد ذهبت بنظري يمينا و يسارا فلم اجد هذا الهرقل الذي تحدث عنه و لكني ابتسمت له وقلت: اكيد طبعا بيلعب حديد فكان رده:ده تباع من الي بيلمو الأجره أصل أنا بخاف منهم قوي و خصوصا أن الواحد منهم لو ضرب ايدو في صدرك هيكسرك نصين دا أنا حتي النهارده لسه واحد منهم شتمني رحت قايلو دا انا هـ.......... بس لما نوصل الموقف و بيني و بينك نزلت عند السنترال ( مع العلم ان السنترال يبتعد عن الموقف كثيرا ) اه اصل الواحد لازم يعرف امتي يعمل ميت و ضحك بصوت مرتفع مثل الاطفال و قالي بس خلي بالك كان هيتفرم لو نزلت معاه الموقف.سكت ظنا مني أنه انتهي من كلامه لتصعقني مفاجأه اخري اذا قالي لي : الواد عايز يديني البلوفر بـ 40 جنيه أنا حاولت اخدو منو بـ 20 جنيه بس هو مرديش بس هو بصراحه بلوفر لو جبتو من محل مش هيقل عن 100 جنيه انا بقي قلتلو 20 جنيه متعرفش ايه الي جرالو راح سألني انت بتشتغل ايه يا اسطي؟ رديت عليه جزمجي قالي اصلك ناصح اوي مينفعش خالص بـ 20 جنيه ‘ بس تعرف لو كان معايا سيجارتين حشيش كنت خدته منو بالبريزتين و مسيت عليه بالسيجارتين ( بضم السين ) كان هياخدهم و يسكت اصل خلي بالك العيال دي دماغها عاليه أوي قلتلو طبعا انت هتقولي .اقترب من اذني و قال لي بصوت يكاد يكون مسموعا انت عارف البلوفر الي انا لابسو دا بقالو كام سنه؟ قلتلو كام قالي اصل خلي بالك البلوفر دا واحد من اصحابي اول ما طلعة مكنة التريكو دي كان جايب كام واحده و عامل مصنع و قالي تعالي اعمل معاك واجب و اعملك بلوفر حاجه بأه شغل المعلم لأبنه همهمت ليكمل كلامه و انا اقترب من مكان نزولي و انا متخيل انه سوف يقول انه يمتلك هذه التحفه المصنوعه من التريكو من سنتان او ثلاثه لأجده يقول لي : بقالو ييجي تلاتين سنه اه والله انا عندي دلوقتي 47 سنه و البلوفر دا صحبي عملهولي و انا في الدبلوم قلتلو صحيح شغل المعلم لأبنو‘ في هذه اللحظه كنت قد وصلت فأستدارت و قلت له سلامو عليكم نزلت و انا اتابع السياره بنظري الي ان اختفت .